صوت من أوراقي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

طالما اعتدت ان انسج الكلمات ولكنها اليوم الكلمات تنسجني


2 مشترك

    معنى اسم الملك

    الياس
    الياس
    فضي
    فضي


    عدد المساهمات : 236
    تاريخ التسجيل : 20/02/2011

    معنى اسم الملك Empty معنى اسم الملك

    مُساهمة  الياس الأحد يونيو 05, 2011 7:56 am

    الملك: هو الذي إليه يعود الأمر في التصرُّف، يصرِّف الأمور بما يناسب الوضع ووفق ما تقتضيه الحال. وبشيء من التفصيل نقول: تفيد كلمة (الملك) بمعناها المشهور لدى الناس، وبالنسبة لإشراف إنسان على آخرين، الحاكم الذي يصرِّف أمور الرعية، وينظِّم شؤون الشعب ويدبِّر حاجاتهم، على حسب ما تتطلبه الظروف والأحوال وبما يضمن المصلحة العامة للمجموع، كما يضمنها لكل فرد من الأفراد، فإذا هم عامة خاضعون لتدبيره، سائرون بتوجيهه مفتقرون إلى إشرافه، وإن كانوا ولهم الاستقلال في مجالات أعمالهم وآفاق أشغالهم المرسومة خطوطها العريضة من قِبَلِهِ والمحاطة جميعها بإطار واسع من إشرافه وحسن تنظيمه. وإذا كانت كلمة (الملك) بالنسبة لإشراف إنسان على إنسان تتناول ذلك المعنى الذي ذكرناه، مشيرة إلى افتقار المرؤوسين إلى حسن إشراف رئيسهم وتدبيره، فإن كلمة {مَلِكِ النَّاسِ} الواردة في سورة الناس تتضمن مجالات أوسع، وتنطوي على معان أدق، وتشتمل على نواحي عديدة يضيق عنها الحصر ونفصِّل لك المعنى بعض التفصيل فنقول:

    هؤلاء الناس في طعامهم وشرابهم وسائر احتياجاتهم، لا بل في كل شأن من شؤون حياتهم، مدينون إلى الله تعالى ومفتقرون إليه، أمورهم كلها بيده، وليس يملك لهم رزقاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً سواه تعالى. أرأيت إلى هذه الرياح تربض ساكنة هادئة، ويطول ربوضها ويستمر هدوؤها اليوم واليومين والأسبوع والأسابيع، فلا ترى لها حركة وما تستطيع قياماً، وفي هدأة من ليل أو نهار، تهب من مرابضها عاصفة وتثور هائجة تسوق السحب وتلبِّد الغيوم وتصك سحاباً بسحاب، وإن هي إلا ثواني ولحظات، حتى يهطل المطر غزيراً سحاً ومدراراً، ويلمع البرق لمعاً متتالياً، ويدوي الرعد وله أزيز وهدير، ويدوم ذلك ما شاء الله له أن يدوم، فتحيا الأرض من بعد موات، وتهتز رابية، وفيما السماء مكتئبة، والشمس محتجبة، والأمطار والثلوج في تهطال، تعود الرياح فتمزِّق السحاب، وتجعله شتيتاً مقطَّع الأوصال، مفرَّق الأجزاء، وتذهب به إلى جهة أخرى، أو تعود به من حيث جاء، وتبدو لك السماء بزرقتها الجميلة الصافية، لا يُعكِّر صفاءها شيء من الأشياء، فمن الذي دبَّر لك هذا التدبير، وأنزل لك الرزق من السماء؟ هل لأحد من الناس يد في ذلك كله؟ وهل يملك هؤلاء الناس جميعاً رزقاً لأنفسهم؟ من الذي أغاثهم وسقاهم وتفضَّل عليهم بهذا الفضل؟ من الذي أنبت لهم الكلأ والعشب يستر بلونه الأخضر الزاهي الجميل فسيح البراري وسفوح الجبال يسيمون فيه أنعامهم؟ من الذي أخرج لهم الزرع يسدُّون فيه حاجاتهم ويؤمِّنون منه طعامهم؟ من الذي ركم لهم الثلوج في أصقاع الأرض وأطرافها وجمَّده وجلَّده وسمَّكه وأركمه فجعل منه جبالاً جليدية كبرى تتحرك وتسير سيراً ظاهراً كالأعلام وسيراً عميقاً عظيماً ورفيقاً فأخرج به الينابيع والأنهار وأجرى صحارٍ كبرى من الجموديات تجري وتسير ولا تنفك عن الحركة والمسير، هذه الجموديات القطبية الكبرى كيف غذَّاها ورفع سمكها فأجراها، سلكها عيوناً رقراقة دفَّاقة وفي بطن الأرض أجراها وكل جزيرة وقرية ومدينة أسقاها وأرواها وببطون الجبال خزَّنها وأوعاها ثم بنظام أسراها ينابيع وأنهاراً، وإن شاء أذهبها وجعل مياهها غوراً لكنه أرفقها بما شاء من مياه الأمطار وثلوجها، سلك تلك المياه ينابيع في الأرض، تمدُّهم بخيراتها طوال العام؟ هل لأحد في ذلك أدنى تصرُّف أو تدبير؟ هل لأحد منهم ملك في زيادة أو نقص أو تغيير؟ أليس ذلك المتصرِّف والمدبِّر هو الله وحده لا شريك له؟ أليس هو المتولي شؤون الخلق وإمدادهم بالرزق؟ أليس الناس جميعاً مفتقرين لإحسانه، فإن منع فما لهم من مرجع سواه ولا ملجأ إلا إليه؟ أليس هو الملك ملك الناس بفضله وإحسانه؟ فما كان من نعمة فمنه تعالى وحده، بيده الأمر وله الملك وله الحمد.

    وتركب في البحر، وتجري بك الفلك بريحٍ طيبة وتفرح بها، ويطيب لك السفر وتواتيك الأحوال، وفيما أنت فيه من متعة وسرور، تهبُّ رياح تساندها رياح وتلحق بها رياح، ويضطرب البحر ويهيج ويموج بعضه في بعض، ويعلو الموج فإذا بجبال من الماء قد انصبَّت في هذا الخضم الواسع، كأنها تريد أن تناطح السحاب، وإذا السفينة في الذروة والقمة، كأن لم يبقَ بينها وبين السماء إلا أميال، ويظلم الجو ويكفهر، ويدوي الرعد وكأنه أسودٌ تجمَّعت حول سفينتك المحمولة على كف هذا النوء الشديد، ويلمع البرق بين حينٍ وحين، وإن هي إلا لفتة حتى تهوي هذه السفينة من ذراها، إلى وادي سحيق تهوي إلى تجاويف بعيدة الغور بين موجات البحر، فكأنما خرَّت من السماء، ويحسب الناس جميعاً أنه الموت وأنه الهلاك قد أحاط. ترى من الذي بيده الملْك الآن؟ ومن الملِك الذي بيده هذه الأنواء المكفهرة وتلك الرياح الهائجات؟ من الذي بيده هذا البحر الهائج المائج؟ من الذي بيده هذه السفينة ومن فيها؟ هل لأحد في ذلك تصرُّف وهل من حول أو قوة، أو هل من ملجأ إلا إلى الله؟ ونستغيث به ونستجير، ونحن في هذه السفينة كأننا عصافير في قفص تلاعبت به الرياح، ويسمع ربك النداء الصادق فإذا الرياح تخفِّف من غلوائها وإذا الأمواج يهدأ غضبها، وإذا السفينة تعود على صفحة الماء، فلا ترى في ذلك الخضم العظيم عوجاً ولا أمتاً، ويعود للجو سكونه، وللسفينة سيرها الهادئ وللأنفس طمأنينتها، ويعلم الناس أن الله تعالى ملك الناس وما من تصرُّف لأحد سواه.

    هذان مثالان، هطول الأمطار من بعد إمساك وجفاف، وهياج البحر من بعد هدوء وصفاء، ثم عودة إلى هدوء من بعد اضطراب. ما أوردناهما إلا لنبين لك أن المتصرِّف بشؤونك هو الله وحده لا شريك له، وأنه هو الملك الحق المبين.

    وهنالك نواحٍ أخرى ولُمع يضيق عنها الحصر، ولا تتسع لها كتب ومجلدات، ومع ذلك وإن كنا لا نستطيع وليس يستطيع أحد أن يبلغ في التفصيل نهاية، لا بد لنا من أن نلفت نظرك إلى مجالات أخرى، تُعرِّفك بكلمة {مَلِكِ النَّاسِ} فنقول:

    كلنا يعلم أن الأرض التي نحن على سطحها إن هي إلا كرة عظيمة سابحة في فضاء لا يتناهى، ونحن محمولون عليها نغدو ونروح، ونسعى في أعمالنا، ونحرث ونزرع حقولنا، ونحفر فيها آبارنا ونقود حيواناتنا وسياراتنا، ونركب سفننا وطائراتنا، ونأكل ونشرب، ونعلم ونتعلَّم، ونحن في هذه السفينة الفضائية الكبرى في سفر بعيد المدى، فمن الذي بيده مُلْك هذه السفينة التي تحمل الناس جميعاً؟ أليس الذي بيده ملكها وقيادها هو ملك الناس، الذي به يجب أن يعوذ ويحتمي الناس، كما عاذ به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وكلنا يعلم أن هذه الأرض مع قمرها، وما هي مرتبطة به من شمس وكواكب، وإن شئت فقل هذه المجموعة الشمسية إن هي إلا نقطة من النقاط في ذلك البحر الخضم من نجوم سابحة في فضاء لا يعلم بعظمته إلا الله، فهي تدور فيه وتسبح وكل ما فيه يدور ويسبح وكل ما فيه يسير في أفلاكه بنظام، فمن الذي بيده مُلْك ما في السماء من ملايين الأجرام، الذي لا يكاد يحصرها عدٌ أو يحيط بعظمتها إنسان؟ أليس الذي بيده ملك السموات وما فيها من نجوم سابحات، تجري بينهن الأرض والناس محمولون عليها هو ملك الناس؟

    لا أريد أن أباعد بك كثيراً في الكلام عن الأرض والسماء، والشمس والقمر والرياح والأمطار، والهواء والماء والنباتات والمزروعات، ولا أُحدِّثك عن كل ما تتوقف عليه حياتك، مما يعرِّفك إن فكَّرت به حقاً بافتقارك الدائم إلى ملك الناس، الذي بيده أمرك وأمر جميع الناس، بل أريد الآن أن أنتقل بك إلى ذاتك وإلى وجودك، إلى جسمك وروحك، إلى كل عضو من أعضائك وكل جهاز من أجهزتك، لأعرِّفك أنك مُلْك لله، وأنك بيده تعالى وحده يتصرَّف بك ومالَكَ من معاذ سواه. فاترك السماء والأرض، واترك القمر والشمس، واترك الكون كله، وهلم ننظر في الكون القريب، وأريد به جسمك الذي حوى ومثَّل نموذجاً من هذه الأكوان. هلمَّ ننظر إلى القلب يخفق بين انقباض وانبساط، ينساق منه الدم في الشرايين والأوردة، إلى كل عضو من الأعضاء. فمن الذي بيده القلب يحرِّكه هذه الحركات؟

    ومن الذي يمده بالقوة، يقوم باليوم الواحد يدفع ما يربو على خمسة آلاف لتر من الدم إلى كافة الأنحاء؟ أليس الذي بيده هذا القلب الذي لو أسكته لحظة لمات هذا الإنسان، هو الذي بيده قلوب الناس جميعهم، وهو ملك الناس؟

    ولننظر إلى الدماغ يرسل بتياراته الكهربائية، يحرِّك بها هذا القلب وغيره من الأجهزة الرئيسية، التي تتوقف عليها الحياة. ترى من أين له هذه القوة ومن الذي يبعث فيه هذه التيارات؟ من الذي بيده هاتان الرئتان تُصفِّيان الدم مما به من غازات سامَّة، وتحملان إليه مولِّد الحموضة الذي لولاه لما عاش امرؤ ولما أمكنته الحياة؟ من الذي بيده هذه المعدة، ينغلق بوَّابها على ما بها من شراب وطعام، وتتحرك عضلاتها منقبضة منبسطة بحركات منتظمة، وبصورة مستمرة لا تفتر ولا تعيا، حتى إذا ما نضج الطعام وأضحى صالحاً، مرَّره البواب فانساق إلى الأمعاء حيث الامتصاص؟ من الذي بيده الكبد يخزِّن ما زاد في الدم من السكر ويكثِّفه تكثيفاً كيماوياً، ثم يرسل منه في كل حين إلى الجسم حاجته بصورة منتظمة لا زيادة فيها ولا نقصان، ويولِّد الصفراء الهاضمة للشحوم والمواد الدهنية، ثم يجعلها تنصب على الأمعاء بنظام؟ من الذي جعل من الكبد معملاً كيماوياً، يحلِّل الكريات الدموية الميتة، فيرسل رممها وبقايا جثثها إلى جهاز البول يطرحها، ثم يصنع على أنقاضها مخلوقات فتية، وكريات جديدة تنشط في أعمالها، فإذا هو في كل لحظة وبأقل من طرفة عين يحلِّل الملايين منها، وإذا هو في كل لحظة يولِّد ويصدِّر آلاف الآلاف؟ من الذي جعل للكبد كما يقولون أكثر من خمسين وظيفة، وإن هو إلا قطعة من لحم ودم خُلقت من تلك النطفة التي تكوّن منها هذا الإنسان، فإذا هي تحلِّل وتركِّب وتخزِّن وتفرز وتولِّد وتصدِّر وتقوم بعملياتها الكيمائية ضمن النسب ووفق الأعداد من الذرات اللازمة، وتقدِّم ذلك كله للجسم وتسهر على بقاء حيويته ونشاطه وانتظام أعماله في يقظة ونوم، في راحة وعمل، في كل لحظة وحين، وما يدري هذا الإنسان من أمرها شيئاً، وهو لا يبذل في الإشراف عليها جهداً.

    أليس المشرف على هذا الجهاز العظيم الذي لو توقف قليلاً عن عمله لمات هذا الإنسان هو ملك الناس؟ وآخِرُ ما أحب أن أحدِّثك عنه وألفت نظرك إليه، تلك الكريات البيض والحمر، فمن الذي جعل من الكريات البيض جنوداً مدافعة، ومن الذي جعل لها في الدم أعداداً معيَّنة؟ ومن الذي جعلها تفرز على الجراثيم الضارة ما تفرز من ترياق؟ من الذي جعل لها في جسم الإنسان مراكز للتجمُّع، وبنى لها القلاع والحصون؟ من الذي يجعلها تشعر بالخطر إذا داهم ناحية من النواحي؟ فإذا هي تجري مستنفرة إلى الجهة التي نزل بها العدو، وإذا هي تقف له وراء خطوط الدفاع بالمرصاد، ثم تقاتل وتقتل، وكلما خلت أمة نشأت أمم، وما تزال ملازمة مواقع الخطر تناضل وتجاهد حتى يكتب لها النصر المبين، ثم تعود إلى مواقعها الأولى لا لتستريح بل لتعود تحرس وترقب وترابط للعدو من جديد. ولا أحدِّثك عن الكريات الحمر ولا أفصِّل بالكلام عن وحيدات النوى وكثيرات النوى، كما لا أحدِّثك عن العظام وتشكُّلها والأعصاب وأعمالها، والغدد وأنواعها ووظائفها، ولا أحب أن أطيل لئلا أبتعد بك كثيراً عن الآية التي نحن بصددها، وأدع لك بأن تفكر بذاتك، وتحاكم وتقايس وتقارن وتقدِّر، ثم تقول في نفسك: أليس الذي بيده هذه الأجهزة العديدة وتلك الأعضاء، أليس الذي يوجد في كل طرفة عين ما يوجد من حجيرات وكريات؟ أليس الذي بيده القلب ينبض، والصدر يعلو ويهبط، والدماغ يتلقى من الإشارات ما يتلقى ويرسل ما يُرسل؟ أليس الذي بيده الكبد والطحال والجهاز الهضمي والبولي والدوران، وكل ما في جسم الإنسان من عوالم وأكوان؟ أليس الذي بيده الروح وبيده النفس وبيده وحده الحياة، هو الملك ملك الناس؟

    منقول للفائدة
    يمانية
    يمانية
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 77
    تاريخ التسجيل : 03/04/2011

    معنى اسم الملك Empty رد: معنى اسم الملك

    مُساهمة  يمانية الأحد يونيو 05, 2011 11:08 am



    جزاك الله خير على هذا الموضوع

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 11:44 pm